الفراعنة" يؤجلون الحسم إلى الخرطوم .. والجزائر تفقد أفضليتها

أرجأت مصر حسم هوية ممثل العرب الوحيد في نهائيات كأس العالم 2010 إلى الأربعاء المقبل، بعد فوزها على ضيفتها الجزائر بهدفين نظيفين في اللقاء الذي جمعهما على ملعب القاهرة السبت 14-11-2009، ضمن الجولة السادسة من تصفيات المجموعة الإفريقية الرابعة.

وسجل المصري عمرو زكي الهدف الأول لـ "الفراعنة" مستغلاً ارتباك الدفاع الجزائري في تشتيت هجمة خطرة (3)، فيما خطف عماد متعب الهدف الثاني في الوقت بدل الضائع من اللقاء.

ودخلت الجزائر المباراة متصدرةً للمجموعة برصيد 13 نقطة، تليها مصر بـ 10 نقاط، ثم زامبيا في المركز الثالث برصيد 5 نقاط، فيما تقبع رواندا في المركز الأخير برصيد نقطتين.

وكان يكفي الجزائر التعادل أو الهزيمة بهدف واحد للتأهل إلى كأس العالم للمرة الأولى منذ 1986 والثالثة في تاريخها، فيما احتاجت مصر للفوز بفارق 3 أهداف لضمان بلوغ المونديال للمرة الأولى منذ 1990 والثالثة في تاريخها أيضاً.

إلا أن فوز "الفراعنة" بفارق هدفين أدى إلى خوض المنتخبين لقاءً فاصلاً تستضيفه الخرطوم الأربعاء المقبل بعيداً عن حسابات المجموعة الثالثة التي منحت الجزائر أفضلية بفارق الأهداف قبل اللقاء.

وامتلئ الملعب عن آخره بـ 100 ألف متفرج، فيما تابع 200 ألف متفرج آخرون المباراة خارج الملعب.
ومنذ اللحظات الأولى اتضح عزم المنتخب المصري على التسجيل مبكراً، حيث ظهرت رغبة "الفراعنة" في الاستفادة من عاملي الأرض والجمهور لحسم المباراة في وقتٍ مبكر، حيث أن المنتخب الجزائري يملك فرصاً أفضل لبلوغ العرس العالمي.

وافتتح عمرو زكي التسجيل لـ "الفراعنة" مبكراً مستغلاً ارتباكاً دفاعياً في منطقة جزاء "محاربي الصحراء"، ليتمكن من تخفيف الضغط النفسي الذي فرضتها عشرات آلاف الجماهير المتحشدة في الملعب - في مقدمتهم نجل الرئيس المصري جمال مبارك - (3).

وبعد الهدف بدقائق، مرر محمد حمص كرة رائعة إلى عمرو زكي المتوغل في المناطق الجزائرية، لكن الحكم أوقف اللعب بداعي التسلل (9)، قبل أن يقترب "الفراعنة" من تسجيل هدفٍ ثانٍ من ركلة حرة مباشرة نفذها محمد أبو تريكة، مرت على بعد سنتيمترات من خط المرمى لكن دفاع الجزائر أنقذها (10).

ووسط السيطرة المصرية، حصل الضيوف على ركلة ثابتة نفذها لموشية على رأس كريم زياني الذي حولها باتجاه المرمى، لكن عصام الحضري أبعدها إلى ركنية لم تسفر عن شيء (19).

وانطلق أحمد فتحي من الجهة اليمنى، ومرر كرة جميلة إلى عمرو زكي المتواجد في منطقة الجزاء، لكن الدفاع الجزائري أبعد الكرة قبل أن تصل إلى مهاجم الزمالك القاهري (24).

ثم حصل أصحاب الأرض على ركلة حرة مباشرة قريبة من منطقة الجزاء نفذها أبو تريكة، لكن دفاع الضيوف أنهى خطورتها في الوقت المناسب (26).

ونفذ كريم زياني كرة طويلة إلى رفيق صايفي الذي غمزها برأسه ضعيفة بين يدي الحضري (32)، قبل أن ينقذ الحارس نفسه مرماه من ركلة أخرى نفذها نذير بلحاج (35).

بعدها، تلقى محمد حمص المتواجد في منطقة الجزاء كرة رائعة من أحمد المحمدي، لكن كرته الرأسية تحولت إلى ضربة مرمى نفذها لوناس قواوي (40).

وقبل دقائق من نهاية الشوط الأول، حصل "محاربو الصحراء" على ركلة حرة بعد تعرض رفيق صايفي للإعاقة، قبل أن يحصلوا على فرصة أخرى وسط دربكة في منطقة الجزاء المصرية، لكنهم فشلوا في ترجمتهما لينتهي الشوط الأول بتقدم "الفراعنة".

وفي مطلع الشوط الثاني، زج المدرب الجزائري رابح سعدان بياسين بزاز بدلاً من كريم مطمور أملاً في الحفاظ على النتيجة التي تؤهل "محاربي الصحراء" إلى نهائيات كأس العالم.

وفي أولى فرص الشوط الثاني، انطلق سيد معوض من الجهة اليسرى ومرر كرة على طبق من ذهب لأبو تريكة الخالي من الرقابة، لكن الأخير أطاح بها فوق مرمى قواوي (50).

وأجرى حسن شحاتة التغيير الأول عندما أخرج محمد حمص وزج بمحمد بركات لتدعيم الناحية الهجومية لـ "الفراعنة" (55).

ووسط السيطرة المصرية، أنقذ الحضري مرماه من هدفٍ محقق عندما أبعد كرة توفيق صايفي المنفرد إلى ركلة ركنية انتهت بين يدي الحارس الملقب بـ "السد العالي" (57).

ثم مرر ياسين بزاز المتألق كرة زاحفة رائعة إلى رفيق صايفي المتواجد أمام مرمى الحضري، لكن المهاجم الجزائري أطاح بالكرة إلى خارج الملعب (62).

بعدها، أجرى سعدان تغييره الثاني عندما دفع بمهاجم سيينا الإيطالي عبد القادر غزال بدلاً من صايفي.

ووسط السيطرة الجزائرية شبه المطلقة، حصل محمد زيدان على الكرة داخل منطقة الضيوف، وكاد يحرز الهدف الثاني لولا مبالغته في الاحتفاظ بالكرة وتألق دفاع "محاربي الصحراء" (70).

واستنفذ الجزائريون تغييراتهم عندما دفع سعدان بعبد القادر عيفاوي بدلاً من رفيق حليش، قبل أن تشهد الدقائق الـ 15 الأخيرة تراجع الجزائريين إلى الدفاع وسط إخفاق أصحاب الأرض في خلق فرص تسجيل حقيقية.

ودفع حسن شحاتة بورقته الأخيرة عندما استبدل محمد زيدان غير الموفق بأحمد عيد عبد الملك (77)، وبالفعل كاد المصريون يحرزون الهدف الثاني من ركلة ركنية نفذها البديل عبد الملك على رأس السقا، لكن قواوي أبعدها من على خط المرمى ليتكفل دفاعه بالباقي (78).

وفي الدقيقة الثامنة والثمانين، حصل "الفراعنة" على ركلة حرة نفذها عماد متعب، إلا أن القواوي أبعدها وحصل على خطأ بعد مخاشنة أحد مهاجمي أصحاب الأرض له في منطقة حراس المرمى.

وفي الوقت الذي ظن فيه الجميع أن المباراة في طريقها إلى فوز "الفراعنة" بهدف وحيد، قلب أصحاب الأرض التوقعات ونجحوا في تسجيل هدفٍ ثانٍ عندما مرر سيد معوض كرة عرضية داخل المنطقة، تابعها متعب غير المراقب برأسه من مسافة قريبة فأسكنها الزاوية اليمنى البعيدة للحارس قاواوي في الدقيقة الرابعة من الوقت بدل الضائع.

وكاد محمد بركات يسجل الهدف الثالث في الدقيقة الأخيرة عندما تهيات أمامه كرة داخل المنطقة، فسددها بيسراه بجوار القائم الأيمن.